July 31, 2010 at 9:23am
دفنتك أنا وأصدقائك وأهلك , وتركناك في قبرك وحدك بعد أن أحترق جسدك شهيدا حتى الموت , كنت في سيارتك تقضي حاجتك لمشوار لم تعي وقتها بأنه فاجعتك , هل يا ترى حاولت الفرار من مكانك ؟ أم كان لهيب النار أسرع من تحركاتك , أعرفك جيدا فكنت دائما تفكر كثيرا قبل أن تتصرف , تسأل كل من حولك وتستشيرهم في ابسط تحركاتك , هل يا ترى كان ذلك سبباً في وفاتك ؟
هل كنت تسمع دعائي الصامت وأنا أمكث الرمل على جثمانك ؟ هل كنت فعلا تسمع خطوات أقدامي وهي مبتعدة عنك ؟ هل كنت تسمع دعائنا وترى دموعنا ونحن نرحل بدونك ؟ أم هل غضبت وعضضت على يديك كما تفعل دائما منذ أن عرفناك ؟ هل يا ترى تكرهنا ونحن نمضي في مشوار حياتنا غافلين عن حقيقة وفاتك ؟
مضت سنين ومن حين إلى حين ونحن أصدقائك في خضم ضحكنا ولعبنا وابتساماتنا أتذكرك , واشعر بالغثيان لأنني لا أدعو لك بدلا من أن أضحك مع أصدقائك , صديقي لا تغضب لأني لم أبكي في يوم دفنك وتكفين جثمانك , فلم استوعب أنك رحلت إلا بعد أن تحللت رفاتك , أيقنت أنك رحلت من دون أن أودعك , وأيقنت أننا تشاجرنا واختلفنا قبل وفاتك بأيام , تذكرت أخر اتصالاتك , راجعت سجل المكالمات وقتها لأرى أسمك ورقمك , استوعبت أنني لن أستطيع مهاتفتك لأتسامح معك , لم يعد لرقمك وشريحتك وجوالك أي معنى الان , ولكن لا زلت أنقل بياناتك كلما تغير جهازي لأبقي شيء به أتذكرك , الله يرحمك ويغفر لك ذنبك , ويجعل الجنة وحدها هي مسكنك
محمد .. سبقتنا ونحن إليك حتماً لاحقون
2473 مجموع المشاهدات 2 مشاهدات اليوم