على نهج التمنن؟
شباب جدة يمسحون رؤوس الفقراء , هذا هو العنوان الترويجي لمشروع “ْX التطوعي”, شباب جدة يمسحون رؤوس الفقراء والمساكين!!!
راودني شعور غريب عندما قراءة هذا العنوان بالخط العريض فطالما كنت من الأشخاص المؤيدين للأعمال التطوعية ولكن لم يكن نهج التطوع هو نهج يتوق للتغطية الإعلامية كما هو حاله الأن
وضعت نفسي في خانة الفقراء والمساكين , ونظرة للمشروع بنظرة المحتاج للمعونة وفتحت باب بيتي لبرنامج “x التطوعي” , لم أكن لأشعر بالرضا أو بالإحسان من القائمين على هذا العمل الإعلامي التطوعي , فقد تم تصوير أبنائي وأجزاء من بيتي وقد دخله شباب جدة ليحسنوا علي وعلى أهل بيتي , ولم يقف الأمر على التصوير وإنما سوف يتم عرضه على القنوات الفضائية ليشاهدني الأكثرية
ألم نتعلم منذ الصغر كيف نحسن للفقراء والمساكين ؟ ألم يطلب منا إخفاء الريالات عن الأخرين حين نضعها بين يدي المتسولين ؟
هناك الكثير من الأعمال التطوعية داخل وخارج المملكة . وشخصيا قمة بالمشاركة في إحداها بالهند ولم يكن هناك إقبال واسع من ” شباب جدة ” للمشروع , يبدو لي أن الكاميرا تولد في (بعضنا) روح العمل التطوعي وتنخمد لحظة إخماد لهيب الشهرة والتلفزيون.
كلي خوف أن العمل يقف بعد انتهاء التغطية الإعلامية عنه , وان ينتهي عهد التطوع في لحظة إغلاق الكاميرا وإنتهاء التصوير , وكلي خوف أن لا يتم الاستفادة من الأرباح في الإنتاج الإعلامي ليخدم هؤلاء الفقراء والمساكين , فالمشروع مبني على أرضية بيوتهم الضيقة وعلى تنازلهم عن حقهم بالستر وعن تخليهم عن كبريائهم , فحاجتهم لنا أدت لكل هذه التنازلات الضخمة.
نعم للعمل التطوعي , ولا لموضة التطوع التلفزيوني
1014 مجموع المشاهدات 1 مشاهدات اليوم